قصائد حسان بن ثابت

رضي الله عنــــه

 

       هو حسان بن ثابت بن المنذر من بني مالك بن النجار الخزرجي الأنصاري رضي الله عنه ، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولد عام 60 قبل الهجرة وتوفي عام 54هـ.

   وهو شاعر الرسول صلى الله عليه وسلم، واللسان المبين للدعوة الإسلامية،  الذي خلّد مواقفها في غرر شعره، وأبلى بلاءً حميداً في المنافحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهجاء أعدائه، حتى كانوا يستجيرون بالرسول عليه الصلاة والسلام من وقع هجائه ومضاء لسانه، وكان حسان أيضاً شاعر الأنصار في الجاهلية، وشاعر أهل اليمن في الإسلام.

   وقد انبرى حسان منذ هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم إلى المدينة للدفاع عن الإسلام وهجاء أعدائه، خاصة أولئك الشعراء من قريش الذين كانوا يهجون رسول الله صلى الله عليه وسلم.

   فلما اشتد هجاؤهم للرسول صلى الله عليه وسلم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:« ما يمنع القوم الذين نصروا رسول الله بأسيافهم أن ينصروه بألسنتهم ؟» فقال حسان: أنا لها، وأخذ بطرف لسانه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«كيف  تهجوهم وأنا منهم ؟» فقال حسان: يا رسول الله لأسلنك منهم كما تُسلّ الشعرة من العجين، فسُرَّ الرسول صلى الله عليه وسلم به، وأكرمه ودعا له: أن يؤيده الله بروح القدس، ووعده الجنة جزاء منافحته عنه، ونصب له منبراً في المسجد الشريف ليلقي من فوقه شعره.

   وقد سجلت  كتب الأدب والتاريخ الكثير من الأشعار التي ألقاها حسان في مسجد سيد الأولين والآخرين عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، وهي في هجاء الكفار ومعارضتهم، أو في مدح المسلمين ورثاء شهدائهم وأمواتهم.

    فمن الأشعــار التي يهجو بها شعراء المشركين قوله من قصيدة ينافح بها عن النبي صــلى الله عليه وسلم ويهجو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب الذي هجا الرسول صلى الله عليه وسلم:

 

ألا أبلــغ أبا سفــــيان عني

 

فأنت مجوف نخـب هواء

بأن سيـوفنا تركتـــك عبداً

 

وعبد الدار سادتها الإماء

هجوت محمداً فأجبت عنه

 

وعند الله في ذاك الجزاء

أتهــجوه ولسـتَ له بكفءٍ

 

فشركما لخيركما الفــداء

هجوت مباركاً بــــرّاً حنيفاً

 

أمين الله شـيمته الوفــاء

فمن يهجورسول الله منكم

 

ويمدحـه وينصُره سـواء

فإن أبـي ووالده وعرضي

 

لعرض محمد منكم وقـاء

لساني صـارم  لاعيب فيه

 

وبحري لاتكدره الــــدلاء

 

 

وكانت وفود القبائل تَقْدَم على الرسول صلى الله عليه وسلم للمفاخرة فكان الرسول عليه الصلاة والسلام يستعين بشاعره حسان للرد عليهم ومفاخرتهم، وكانت الروح الإيمانية والبراعة الشعرية عند حسان مدعاة لاعتناق بعض القبائل الإسلام، فقد اعتلى حسان المنبر في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم يوم انتصاره الأدبي العظيم على شعراء بني تميم في وفودهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم حين وفدوا عليه بعد فتح مكة ليفاخروه، وفيهم ساداتهم البارزون، ونخبة من خطبائهم  وشعرائهم، أمثال الأقرع بن حابس، و الزَّبْرِقان بن بدر، وعُطارد بن حاجب، وقيس بن عاصم، فألقوا خطبهم وقصائدهم، فانتدب النبي صلى الله عليه وسلم  حسان بن ثابت للرد على شاعرهم الزِّبْرقان بن بدر، فنقض قصيدته بالقصيدة العينية التي يقول فيها:

 

إنّ الذوائب من فــــهر وإخـوتهم

 

قــد بينــــــوا ســنةً للناس تُتّبــــع

    يرضى بها كل من كانت سريرته

 

تقوى الإله وبالأمر الذي شـرعوا

      قـــومٌ إذا حاربوا ضروا عدوهم

 

أو حاولوا النفع في أشياعهم نفعوا

    سجيــــــة تلك منهم غير محــدثة

 

إن الخلائق_فاعلم_ شــرُّها البدع

    إن كان في الناس سبّاقون بعدهم

 

فكل سبــــق لأدنى سبـــــقهم تبــع

ولا يضنون عن مولى بفضــلهم

 

ولا يصيبهم في مطـــمع طبــــــع

لا يجهــــلون وإن حاولت جهلـهم

 

في فضل أحلامهم عن ذاك مُتسع

أعفّـــةٌ ذكرت في الوحي عفتـهم 

 

لا يطمعــون و لا يرديــهم الطمع

كـم من صديق لهم نالوا كـرامته

 

ومن عدوٍ علـيهم جاهـــــد جدعوا

أعطوا نبـي الهدى والبر طاعتهم

 

فما ونى نصرهم عـنه ومانزعوا

أكرم بقوم رســـول الله شيـــعتهم

 

إذا تفــــــــرقت الأهواء والشـــيّع

 

 

فلما سمع القوم ما قاله حسان، قال الأقرع بن حابس: إن هذا الرجل لمؤتى له، والله لخطيبه أخطب من خطيبنا، وشاعره أشعر من شاعرنا، وأصواتهم أعلى من أصواتنا، ثم أقبلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعوه وأسلموا.

 

المديح عند حسان:

 

          كان حسان ينظر في مديحه للرسول صلى الله عليه وسلم، ولأصحابه رضي الله عنهم، من الزاوية الدينية، لا من الزاوية القبلية،لذلك جاءت مدائحه صادقة، ونابعة من قلبه وعقله، وهذه أبيات يمدح بها رسول الله صلى الله عليه وسلم:

 

   أَغـــرّ علــــــــيه للنبـــوة خاتم

 

مـن الله مشـــهود يلـــوح ويشـــهد

وضم الإله اسم النبي إلى اسمه

 

إذا قال في الخمس المؤذن: أشــهد

وشـــق لــه من اســـمه ليــجله

 

فــذو العـــرش محمود وهذا محمد

نبي أتـــانا بعد يأس وفترة مـن

 

الرسل، والأوثانُ في الأرض تعبد

        فأمسى سراجاً مستني اًو هادياً

 

وعلمـــنا الإســــلام فالله  نـــــحمد

وأنـــذرنا نـــاراً وبشّــر جنـــةً

 

بذلك ما عـمّرت في الناس أشــــهد

وأنت إله الخلــق ربي و خالقي

 

يلـوح كما لاح الصقــــــيل المهنــد

 

ومن قوله يمدحه عليه الصلاة والسلام :

 

وأحســــن منك لم تر قط عيني

 

وأجمل منـــــك لم تلـــــد النســاء

خُلِــــقْتَ مبرءاً من كل عيـــب

 

كأنـــــك قــــد خُلِقْتَ كما تشــــاء

 

الرثاء عند حسان:

     وقف حسان جانباً كبيراً من شعره على الرثاء، يبكي به من سقط شهيداً من المسلمين في الميادين، ومن تخترمه المنية من رجالهم البارزين، موظفاً قصائده المعاني الدينية، والقيم الإسلامية، ويعدد فيها مناقب المرثي في نصرة الدين والذود عن الإسلام.

   قال يرثي حمزة بن عبد المطلب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيد الشهداء الذي استشهد في معركة أحد سنة ثلاث للهجرة.

 

دع عنــك داراً عفا رسمـها

 

وابك على حمزة ذي النائل

أبيض في الذروة مـن هاشم

 

لم يَمْرِ دون الحق بالباطـل

أظلـــــمتِ الأرضُ لفقــدانه

 

واسودّ نور القمر الناصـل

صلى عليـــك الله في جــنة

 

عاليــــــة مكـــرمة الداخل

 

وقال أيضاً يرثي أصحاب بئر معونة في السنة الرابعة للهجرة، الذين غدر بهم عامر بن الطفيل، وجماعة من بني سليم، وقتلوهم جميعاً، وكانوا زهاء سبعين رجلاً من خيار الصحابة قال:

 

على قتــــلى معــونة فاستهلي

 

بدمـع العين سحاً غير نزر

على خيل الرسول غداة لا قو

 

مناياهــم ولاقـــتهم بقــــدر

أصـــابهم الفنــــاء بحبل قوم

 

تخـوّن عقـــد حبلهم بــغدر

 

كما قال يرثي زيد بن حارثة وجعفر بن أبي طالب وعبد الله بن رواحة رضي الله عنهم  الذين سقطوا شهداء في معركة مؤتة من أرض البلقاء في الشام، في السنة التاسعة للهجرة:

 

تأوبني ليــــل بيثرب أعـــسرٌ

 

وهَـمٌّ إذا ما نوّم النــاس مســـهر

لذكرى حبيب هيجت ثم عبرة

 

ســـفوحاً وأسبـاب البكاء التذكر

بلى إنّ فقــــدان الحــبيب بليةُ

 

وكـم من كريم يبتــلى ثم ـيصبر

فلا يبعــدن الله قتـــلى تتابعوا

 

بمـؤتة منهم ذو الجناحين جعفر

وزيدٌ وعبــدالله حين تتــابعوا

 

جميعاً وأسبـــاب المنيــة تخطر

غـداة غـدوا بالمؤمنين يقودهم

 

إلى المـوت ميمون النقيبة أزهر

 

و تجلى رثاء حسان عندما انتقل الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى في السنة الحادية عشرة للهجرة فقال يرثيه:

 

بطيبـــــة رســم للرســول ومعهد

 

منيرٌ وقد تعفــو الرســوم و تهمـد

ولا تنمحي الآيات من دار حرمة

 

بها منبر الهادي الذي كان  يصعد

بها حجرات كـان ينـــزل وسطها

 

مـن الله نــور يستـضاء و يوقــــد

معالـــم لم تطمس على العهد آيها

 

أتـــاهـا البــــلى فالآي منها  تجدد

عرفت بها رســم الرسول وعهده

 

وقبـــراً به واراه في الترب ملحد

ظللت بها أبكي الرسول فأسعدت

 

عيـون ومثــلاها من الجفن  تسعد

فبوركت يا قبر الرسول وبوركت

 

بلاد ثـــوى فيها الرشــيد المسـدد

وبورك لحدٌ مـنـــك ضمن طيبـــاً

 

عليـــه بنــــاء من صفيح منضــد

لقد غيــبوا حلــماً وعلماً ورحمـة

 

عشـــــية علــــوه الثرى لا يوسـد

وراحوا بحزن ليس فيـــهم نبيـهم

 

وقد وهنت منهم ظهور وأعضـــد

يبـكون من تبكي السماوات يومه

 

ومن قد بكته الأرض فالناس أكمد

وما فقد الماضون مثــــل محــمدٍ

 

ولا مثـــله حـتــى القيامة يفـــــقـد

 

و رثاه أيضاً بقصائد متعددة كلها تترجم حزنه الشديد وأسفه البالغ.

    وظل حسان بن ثابت رضي الله عنه ينشد الشعر في المسجد النبوي بعد موت الرسول صلى الله عليه وسلم في خلافة أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان رضي الله عنهم، روى أبو هريرة رضي الله عنه: أن عمر بن الخطاب مرّ بحسان وهو ينشد الشعر فلحظ إليه ، أي نظر إليه شزراً ، فأجابه حسان: كنت أنشد الشعر وفيه من هو خير منك، ثم التفت إلى أبي هريرة فقال: أنشدك الله: أسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: « أجب عني، اللهم أيده بروح القدس» قال: اللهم نعم .

 

انظر :

حسان بن ثابت، حياته وشعره:ـ د. إحسان النص طبعة 1965.

ديوان حسان بن ثابت  دار الكتب العلمية بيروت 1406هـ

الرسول والشعر ـ د. نايف الدعيس، طبعة 1412-1992م.

 

 

قال الإمام الشافعي رحمه الله :

 

"آل رسول الله "

 

آل النبـــي ذريــــعتي

 

و هُمُو إليهِ وسيــــلتي

أرجو بهم أُعطى غداً

 

بيدي اليمين صحيفتي

 

 

 

 

 "حبُّ آل محمد " (2)

 

يا راكباً قف بالمحصب من منـى

 

و اهتف بقاعدٍ خيفها و الناهضِ

سحراً إذا فاض الحجيج إلى منى

 

فيضاًَ كمُلتطمِ الفُـــرات الفائض

إن كان رفضــــــاً حب آل محمدٍ

 

فـــليـشهدِ الثــقلانِ أني رافضي

 

 

 

(2) مناقب الشافعي للبيهقي 2/71 و قيل في سبب هذ الأبيات أن الخوارج اتهمت الشافعي بأنه رافضي حسدً و بغياً لحبه آل البيت فقال هذه الأبيات : من الكامل مناقب الشافعي للبيهقي 2/70

 

 

 

" حبُ عليٍّ و سبطيه "  (3)

 

إذا في مجلــــــسٍ نَذكرْ عليًّا

 

و سبطيــــه و فاطمةَ الزكيّةْ

يُقالُ تجاوزوا يَا قــــــومُ هذا

 

فهذا من حديثِ الرافضــــيّةُ

بَرئتُ إلى المهيمنِ من أُناسٍ

 

يرون الرفضَ حُبَ الفاطميّة

 

 

 

 

 

 

" لست رافضيّـاً "

 

قالوا ترفضتَ قلـتُ : كلاَّ

 

ما الرفضُ ديني و لا اعتقادي (4)

لكنْ توليتُ غيرَ شـــــــكٍّ

 

خيـــــــْرَ إمـــامٍ و خيرَ هادي

إن كان حُبُّ الوليِّ رَفضاً

 

فــــــإنّ رفضي إلى العبـــــادِ

 

 

 

" الرفض و النصب " (5)

 

إذا نـــحنُ فضـــلنا علـــيّا ًفإننـــــا

 

روافضُ بالتفضيل عندَ ذوي الجهلِ

و فضـــل أبي بكرٍ إذا ما ذكرتــــهُ

 

رُميــتُ بنصــبٍ عند ذكري للفضلِ

فلا زلتُ ذا رفضٍ و نصبٍ   كِلاهما

 

بحبيـــــهما حتــــى أُوسد في الرملِ

 

 

 

(5) مناقب الشافعي للبيهقي 2/70 ، و قيل في مناسبة هذه الأبيات أنه لما صرَّح بحبه لآل البيت قيل فيه ما قيل ، فقال مجيباً عن ذلك من الطويل .

 

 

 

" حبُّ آل البيت فرض " (6)

 

يا آل بيـتِ رســـولِ الله حُبُكُمُ

 

فرْضٌ من اللهِ في القرآنِ  أنزلهُ

يكفيكُمُ من عظيمِ الفــخرِ أنكمُ

 

من لم يُصلِ عليكُمُ لا صـلاةَ لَهُ

 

 

 

 يقول الشافعي

ولمّا رأيتُ النـاس قـد ذهبت بهـــم

 

مـذاهبُهم فـي أبحـــرِ الغيِّ والجهــــلِ

ركبتُ على اسم الله في سفن النَّجـا

 

وهم آلُ بيت المصطفى خاتمِ الرُّسْــلِ

وأمسكتُ حبلَ الله  وهو ولاؤهـــم 

 

كـمـا قـد أُمِرنـــا بـالتمسكِ بالحـبـــــلِ

إذا افترقَت في الدين سبعـونَ فِرقةً

 

ونَيفاً، كمـا قد صَحَّ في مُحكــــم النقلِ

ولـم يـكُ نـاجٍ مـنهـمُ غير فرقـــــةٍ

 

فقـُل لي بها ياذا الرجاحــــةِ والعقـــلِ 

أفـي فـِرَق الهُــــــلاّكِ آلُ مـحمـــدٍ

 

أم الفرقــة اللاتي نجت منهمُ ؟! قُل لي

فإن قلتَ: في الناجين، فالقولُ واحدٌ

 

وإن قلتَ: في الهُلاّك، حِفتَ عن العدلِ

إذا كان مولى القوم منهــم.. فـإنني

 

رَضِيـتُ بـهم ما زالَ في ظلّهـــم ظلّي

فــخَلِّ عـليّــاً لـي إماماً ونـسلـــــَـهُ

 

وأنت من الباقين في ســـــــائـرِ الـحِلِّ

 

 

 

الـــبُردَةُ المُبارَكـة

الإمام البوصيري

 

أمن تذكر جيرانٍ بذى ســـــــــــــــــــلمٍ

 

مزجت دمعا جَرَى من مقلةٍ بــــــدمِ

أَمْ هبَّتِ الريـــــــحُ مِنْ تلقاءِ كاظمــــــةٍ

 

وأَومض البرق في الظَّلْماءِ من إِضمِ

فـــما لعينـــيك إن قــــلت اكْفُفاهمتــــــا

 

وما لقلبك إن قلت استفق يهــــــــمِ

أيحسب الصــــــب   أن الحب منكتــــمٌ

 

ما بين منسجم منه ومضطــــــــرمِ

لولا الــهوى لم ترق دمعاً على طـلـــلٍ

 

ولا أرقت لذكر البانِ والعلــــــــــمِ

فكيـف تنـــكر حبـــــاً بعد ما شــــهدت

 

به عليك عدول الدمـــع والســــــقمِ

وأثــــبت الوجد خطَّيْ عبرةٍ وضــــنى

 

  مثل البهار على خديك والعنـــــمِ

نعم ســـرى طــيف من أهوى فأرقنـي

 

والحب يعترض اللذات بالألــــــــمِ

يا لائمي في الهوى العذري معــــــذرة

 

مني إليك ولو أنصفت لم تلـــــــــمِ

عدتـك حالــــي لا ســــري بمســــــتترٍ

 

عن الوشاة ولا دائي بمنحســــــــمِ

محضتني النصح لكن لست أســـــــمعهُ

 

إن المحب عن العذال في صــــــممِ

إنى اتهمت نصيح الشــيب في عــــذلي

 

والشيب أبعد في نصـــح عن التهــمِ

فإن أمارتي بالسوءِ ما أتعظــــــــــــــت

 

من جهلها بنذير الشــــيب والهــــرمِ

ولا أعدت من الفعل الجميل قـــــــرى

 

ضيف ألم برأسي غيـــر محتشــــــم

لو كنت أعلــم أني ما أوقــــــــــــــــره

 

كتمت سراً بدا لي منــه بالكتـــــــــمِ

من لي بردِّ جماحٍ من غوايتهــــــــــــــا

 

كما يردُّ جماح الخـــيلِ باللُّجـــــــــُمِ

فلا ترم بالمعاصي كسر شهوتهــــــــــا

 

إن الطعام يقوي شـــهوة النَّهـــــــــمِ

والنفــــس كالطفل إن تهملهُ شبَّ علـىـ

 

حب الرضاعِ وإن تفـــطمهُ ينفطــــمِ

فاصرف هواها وحاذر أن توليــــــــــه

 

إن الهوى ما تولى يصم أو يصـــــمِ

وراعها وهي فـي الأعمالِ ســــــــائمةٌ

 

وإن هي استحلت المرعى فلا تســمِ

كم حسنـت لذةً للمرءِ قاتلــــــــــــــــــة

 

من حيث لم يدرِ أن السم فى الدســمِ

واخش الدســــائس من جوعٍ ومن شبع

 

فرب مخمصةٍ شر من التخـــــــــــمِ

واســتفرغ الدمع من عين قد امتـــلأت

 

من المحارم والزم حميــة النـــــــدمِ

وخالف النفــس والشيطان واعصهمــا

 

وإن هما محضاك النصح فاتَّهِـــــمِ

ولا تطع منـــهما خصماً ولا حكمـــــــا

 

فأنت تعرف كيد الخصم والحكـــــمِ

أستغفر الله من قولٍ بلا عمـــــــــــــل

 

لقد نسبتُ به نسلاً لذي عُقـــــــــــُمِ

أمْرتُك الخير لكن ما ائتمرت بــــــــــه

 

وما اســـــتقمت فما قولى لك اسـتقمِ

ولا تزودت قبل الموت نافلــــــــــــــةً

 

ولم أصل سوى فرض ولم اصـــــمِ

ظلمت سنة من أحيا الظلام إلــــــــــى

 

أن اشتكت قدماه الضر مــــــن ورمِ

وشــدَّ من سغب أحشاءه وطــــــــــوى

 

تحت الحجارة كشحاً متـــــرف الأدمِ

وراودته الجبال الشم من ذهــــــــــبٍ

 

عن نفسه فأراها أيما شـــــــــــــــممِ

وأكدت زهده فيها ضرورتـــــــــــــــه

 

إن الضرورة لا تعدو على العصــــمِ

وكيف تدعو إلى الدنيا ضرورة مـــن

 

لولاه لم تخرج الدنيا من العـــــــــدمِ

محمد ســــــــــــيد الكونين والثقليــن

 

والفريقين من عـــرب ومن عجـــــمِ

نبينا الآمرُ الناهي فلا أحـــــــــــــــــد

 

أبر في قـــــولِ لا منه ولا نعــــــــمِ

هو الحبيب الذي ترجى شــــــــفاعته

 

لكل هــــــولٍ من الأهوال مقتحــــــمِ

دعا إلـــى الله فالمستسكون بــــــــــــه

 

مستمسكون بحبـــــلٍ غير منفصـــــمِ

فـــاق النبيين في خلقٍ وفي خُلــــــــُق

 

 ولم يدانوه في علـــــمٍ ولا كـــــــــرمِ

وكلــهم من رسول الله ملتمـــــــــــسٌ

 

غرفاً من البحر أو رشفاً من الديـــــمِ

و واقـــــفون لديــه عند حدهـــــــــم

 

من نقطة العلم أو من شكلة الحكـــــمِ

فهو الذي تـــــــم معناه وصورتـــــــه

 

ثم اصطفاه حبيباً بارئُ النســــــــــــمِ

منزهٌ عن شــريكٍ في محاســـــــــــنه

 

فجوهر الحسن فيه غير منقســـــــــمِ

دع مـــا ادعته النصارى في نبيهـــــم

 

واحكم بما شئت مدحاً فيه واحتكــــــم

وانسب إلى ذاته ما شئت من شــرف

 

وانسب إلى قدره ما شئت من عظــــمِ

فإن فضل رسول الله ليس لـــــــــــه

 

حدٌّ فيعرب عنه ناطقٌ بفــــــــــــــــــمِ

لو ناســبت قدره آياته عظمـــــــــــــاً

 

أحيا اسمه حين يدعى دارس الرمــمِ

لم يمتـحنا بما تعيا العقول بــــــــــــه

 

حرصاً علينا فلم نرْتب ولم نهــــــــمِ

أعيــا الورى فهم معناه فليس يـــــرى

 

في القرب والبعد فيه غير منفحـــــمِ

كالشــمس تظهر للعينين من بعُـــــــدٍ

 

صغيرةً وتكل الطرف من أمـــــــــــمِ

وكيف يدرك في الدنيا حقيقتــــــــــه

 

قومٌ نيامٌ تسلوا عنه بالحلــــــــــــــمِ

فمبلغ العلم فيه أنه بشـــــــــــــــــــرٌ

 

وأنه خير خلق الله كلهــــــــــــــــــمِ

وكل آيٍ أتى الرسل الكرام بهـــــــــا

 

  فإنما اتصلت من نوره بهـــــــــــــمِ

فإنه شمس فضلٍ هم كواكبهـــــــــــا

 

يظهرن أنوارها للناس في الظلـــــمِ

أكرم بخلق نبيّ زانه خلــــــــــــــــق

 

بالحسن مشتمل بالبشر متســـــــــمِ

كالزهر في ترفٍ والبدر في شــــرفٍ

 

والبحر في كرمٍ والدهر في همــــــمِ

كأنـــه وهو فردٌ من جلالتـــــــــــــه

 

 في عسكر حين تلقاه وفي حشــــــمِ

كأنما اللؤلؤ المكنون فى صـــــــدفٍ

 

من معدني منطق منه ومبتســــــــم

لا طيب يعدل تُرباً ضم أعظمــــــــــهُ

 

  طوبى لمنتشقٍ منه وملتثــــــــــــــمِ

أبــــــان موالده عن طيــب عنصــره

 

يا طيب مبتدأ منه ومختتــــــــــــــمِ

يـــــومٌ تفرَّس فيه الفرس أنهــــــــــــم

 

قد أنذروا بحلول البؤْس والنقـــــــمِ

وبات إيوان كسرى وهو منصــــدعٌ

 

كشمل أصحاب كسرى غير ملتئـــمِ

والنـــــار خامدة الأنفاس من أســــــفٍ

 

عليه والنهر ساهي العين من سـدمِ

وســـاءَ ساوة أن غاضت بحيرتهـــــا

 

ورُد واردها بالغيظ حين ظمــــــــي

كأن بالنار ما بالماء من بــــــــــــلل

 

حزناً وبالماء ما بالنار من ضــــرمِ

والــجن تهتف والأنوار ساطعـــــــــةٌ

 

والحق يظهر من معنى ومن كلــــمِ

عموا وصمـــوا فإعلان البشائر لـــــم

 

تسمع وبارقة الإنذار لم تُشــــــــــَمِ

من بعد ما أخبره الأقوام كاهِنُهُـــــــمْ

 

بأن دينهم المعوجَّ لم يقــــــــــــــــمِ

وبــعد ما عاينوا في الأفق من شهـب

 

منقضةٍ وفق ما في الأرض من صنمِ

حتى غدا عن طريق الوحى منهــزمٌ

 

من الشياطين يقفو إثر منـــــــــهزمِ

كأنهم هرباً أبطال أبرهــــــــــــــــــةٍ

 

أو عسكرٌ بالحصى من راحتيه رمـىِ

نبذاً به بعد تسبيحٍ ببطنهمــــــــــــــا

 

نبذ المسبِّح من أحشاءِ ملتقـــــــــــمِ

جاءت لدعوته الأشجار ســــــاجدةً

 

تمشى إليه على ساقٍ بلا قــــــــــدمِ

كأنَّما سطرت سطراً لما كتــــــــــبت

 

فروعها من بديع الخطِّ في اللقـــــمِ

مثل الغمامة أنَّى سار سائـــــــــــرة

 

تقيه حر وطيسٍ للهجير حَـــــــــــمِ

أقسمت بالقمر المنشق إن لــــــــــه

 

من قلبه نسبةً مبرورة القســــــــــمِ

وما حوى الغار من خير ومن كــرمٍ

 

وكل طرفٍ من الكفار عنه عــــــــمِ

فالصِّدْقُ في الغار والصِّدِّيقُ لم يرما

 

وهم يقولون ما بالغار مــــــــن أرمِ

ظنوا الحمام وظنوا العنكبوت علــى

 

خير البرية لم تنسج ولم تحــــــــــمِ

وقاية الله أغنت عن مضاعفـــــــــةٍ

 

من الدروع وعن عالٍ من الأطـــــُمِ

ما سامنى الدهر ضيماً واستجرت به

 

إلا ونلت جواراً منه لم يضـــــــــــمِ

ولا التمست غنى الدارين من يــــده

 

إلا استلمت الندى من خير مســـتلمِ

لا تنكر الوحي من رؤياه إن لـــــــه

 

قلباً إذا نامت العينان لم ينــــــــــــم

وذاك حين بلوغٍ من نبوتــــــــــــــه

 

فليس ينكر فيه حال محتلــــــــــــمِ

تبارك الله ما وحيٌ بمكتســــــــــــبٍ

 

ولا نبيٌّ على غيبٍ بمتهـــــــــــــمِ

كم أبرأت وصباً باللمس راحتــــــــه

 

وأطلقت أرباً من ربقة اللمــــــــــمِ

وأحيتِ الســنةَ الشهباء دعوتـــــــــه

 

حتى حكت غرة في الأعصرالدهـمِ

بعارضٍ جاد أو خلت البطاح بهـــــا

 

سيبٌ من اليم أو سيلٌ من العــــرمِ

دعنـــــــي و وصفي آيات له ظـرت

 

ظهور نار القرى ليلاً على علـــــمِ

فالـــــــدُّرُّ يزداد  حسناً وهو منتظــمٌ

 

وليس ينقص قـدراً غير منتظــــــمِ

فما تـطاول آمــــــال المديـــح إلـــى

 

ما فيه من كرم الأخلاق والشِّيـــــمِ

آيــــــات حق من الرحمن محدثــــةٌ

 

قديمةٌ صــفة الموصوف بالقــــــدمِ

لم تــــقــترن بزمانٍ وهي تخبرنــــا

 

عن المعادِ وعن عـادٍ وعــــن إِرَمِ

دامــــــت لدينا ففــاقت كلَّ معجــــزةٍ

 

من النبــيين إذ جاءت ولم تـــــــدمِ

محكّماتٌ فــــــما تبــقين من شبــــــهٍ

 

من النبيين إذ جــاءت ولم تـــــــدمِ

ما حوربت قــــــط إلا عاد من حَرَبٍ

 

لذى شقــاقٍ وما تبغين من حكــــمِ

 

 

 

 

 

 

 

 

 

أبو هاشم الجعفري (ت 261 هـ )

 

يا آلَ أحمد، كيف أعدِلُ عنكمُ ؟!

 

أعنِ الســــــلامةِ والنجــاةِ أحــــولُ

ذخـر الشفاعــــة جدّكم لكبائري

 

فيـــــها على أهل الوعيـــــد أُصولُ

شُـغلي بمدحكمُ، وغيري عنـــكمُ

 

بـعـدوِّكم وبمدحــــــــــهِ مشغـــــولُ

 

بني أحمـدٍ يا خيرةَ الله في الورى

 

سلامي عليكم إنْ حَضَرنا وإنْ غِبـْنا

طَهُرتُم.. فطُهِّرنـا بفاضلِ طُهرِكُم

 

وطِبتُم.. فـمـن آثـــــــارِ طِيبِكُمُ طِبْنا

ورِثـنـا مـن الآبــــاء عَقدَ ولائكـم

 

ونـحـــن إذا مِـتـنـــا نورِّثُه الإبنـــــا

 

 

 

 

مروان بن محمد السُّروجي الأموي

 

يا بني هاشمَ بنِ عبدِ مَنافٍ

 

إنـنـي منـكمُ بـــــــكلِّ مكانِ

أنتــــمُ صفوةُ الإلهِ، وفـيكم

 

جعفرٌ ذو الجَناح والطَّيَرانِ

وعليٌّ وحمزةٌ أســـــــدُ الله

 

وبنت النبيِّ والحســــــَنانِ

فـــلَئن كنتُ من أُميّةَ.. إنّي

 

لَبريءٌ منـــها إلى الرحمنِ

 

 

                              معجم الشعراء 399

 

 

 
 

حبيب بن طالب الكاظمي

) القرن الثالث عشر الهجري )

 

 

 

 

بـنــــــي النبيِّ، لكـم فـي القلبِ منزلةٌ

 

بـــــهـا لغـيركم قَـــــطُّ ما جَنَــــحا

يلـومنـي النــــــاسُ في تَركي مديحَكمُ

 

وكم زَجَرتُ بكم مَن لامني و لَحى

عُذراً بني المصطفى إن عنكمُ جَمحَت

 

قريحتي، وهْـي مثلُ الزَّنـد مُقتَدحا

فــــــلا أرى الوهـمَ و الأفـهامَ مُدركةً

 

ما عَنْوَنَ الذِّكرُ من أسراركم مِدَحا

سَـبـقتـــمُ الناسَ فـي علــــــمٍ ومعرفةٍ

 

والأمـرُ تَـمّ بـكم ختـــماً ومُفتَتَـــحا

بـنـــي النبــــيِّ، لكم فـي القلبِ منزلةٌ

 

بــــــــهـا لغـيركم قَطــــُّما جَنَـــحا

يلـومنـي الناسُ في تَركي مديـــــحَكمُ

 

وكم زَجَرتُ بكم مَن لامني ولَحى

عُذراً بني المصطفى إن عنكمُ جَمحَت

 

قريحتي، وهْـي مثلُ الزَّند مُقتَـدحا

أعيان الشيعة.  

 

المفضل بن محمد المُهلبي

 

فياربِّ  زِدني كلَّ يومٍ وليلةٍ

 

لآلِ رسول الله حبـــّاً إلى حبّي

أولئك دون العــالمين أئمتي

 

وسلمُهمُ سِلمي وحربهمُ حربي

 

 

بشارة المصطفى 106

 

 

 

محمد بن طلحة الشافعي ( ت 652 هـ )

 

 

 

 

هُمُ العـــروةُ الوثـــقى لمعـتصـــمٍ بهـــــا

 

مـنـــــاقبُهـم جـاءت بـوحيٍ وإنــــزالِ

مناقب في (الشورى) وسورة (هل أتى)

 

وفي سورة ( الأحزاب ) يعرفها التالي

   وهم أهــلُ  بيـت المصطفى، فــــوِدادُهم

 

عـلى الناسِ مـفروضٌ بحكمٍ وإسجــالِ

فـضـــــائلهم تـعـــلو طـريقة متـنـهــــــا

 

رواة عـلَـوا فـيـها بـشــــــدٍّ وتَرحــــالِ

 

 

 

 

 

 

         رُوَيدَكَ إن أحببتَ نَيلَ المطــــــالبِ

 

فلا تَعـدُ عن ترتيلِ أيِّ المنـــاقبِ

منــاقب آل المصطفى المُهتـدى بهم

 

إلى نِعَم التقوى ورُغبى الرغائبِ

منــاقب آل المصطفى قدوةِ الـورى

 

بهـم يبتـغي مطلوبَهُ كلُّ طــــالبِ

منـــــاقب تُجلى سافراتٍ وجـوهـها

 

ويـجلـو سنـــــاها مُدلهمَّ الغياهبِ

علـيك بهـا ســرّاً وجـهــراً، فـإنهـــا

 

تُحِلُّك عنـد الله أعلى المـــــراتبِ

         رُوَيدَكَ إن أحببتَ نَيلَ المطــــــالبِ

 

فلا تَعـدُ عن ترتيلِ أيِّ المنـــاقبِ

 

 

 

 

 

 

كعب بن مالك الأنصاري (شاعر النبيّ صلّى الله عليه وآله(

 

 

 

 

قـــــومٌ بـهم عـصمَ الإلهُ عبـــادَهُ

 

وعـليهمُ نَزل الكتــابُ المُنزَلُ

وبـهَديِهـــم رضـيَ الإلهُ لـخَلْقـــهِ

 

وبجِدِّهم نُـصِر النبيُّ المرسَـلُ

بِيضُ الوجوه، ترى بُطونَ أكفِّهِم

 

تَندى إذا اغبرَّ الزمانُ المُمحِلُ

 

 

 

 

 

 

محمد علي اليعقوبي ( ت 1385 هـ )

 

 

 

 

غـــــرستُ بـقـلبي حبَّ آل محمــدٍ

 

فلم أجنِ غير الفوزِ من ذلك الغَرسِ

ومَن حادَ عنهم واقتفى إثْرَ غيرِهم

 

فقـد بـاع منه الحظَّ بالثمنِ البخــــسِ

 

 

 

 

 

 

محمود كشاجم (ت 360 هـ )

 

 

 

 

آلَ النـــبيِّ فضـــلتُمُ

 

فضلَ النجوم الزاهرة

وبَـــهرتُمُ أعـداءكم

 

بـالمـأثُرات السائـــرة

 

 

 

 

 

 

ولكم مع الشرفِ: البلاغةُ و العلومُ الوافـرة

وإذا تُفُوخِرَ بالعلى

 

فبكم عُلاكم فاخـــرة

هــــذا وكم أطـفأتمُ

 

عن أحمدٍ من نائــرة

بالسُّمر تُخضَبُ بالنجيعِ، وبالسيوف الباترة

تشفى بها أكبـــادُكُم

 

من كلِّ نفسٍ كافــــرة

 

 

 

 

 

 

محمد بن حمّاد ( القرن التاسع الهجري )

 

 

 

 

مشاهدُ تُشهَدُ البركاتُ فيها

 

وفيها الباقياتُ الصالحاتُ

جبـــالُ العلم فيها راسياتٌ

 

بحارُ الجود فيها زاخراتُ

أُناسٌ تُقبَلُ الحسنـــاتُ منّا

 

بحبِّهمُ، وتُمحى السيئـــاتُ

ولا تُتَقبَّلُ الصــــلواتُ إلاّ

 

بحبِّهــمُ، ولا تزكو الزكـاةُ

 

 

 

السيّد الحِميَري (ت 173 هـ )

 

 

إذا أنا لم أحفظ وَصــاةَ مـحـمــــدٍ

 

ولا عهـدَه يـــوم الغـدير المؤكّـــَدا

فإني كمن يشري الضلالة بالهدى

 

تَـنصـّرَ من بعـد التـقى أو تهـــوّدا

ومـالي وتـيمٌ أو عـديّ، وإنّمــــــا

 

أُولـو نعمتي في الله من آل أحمــدا

تتمّ صلاتـي بـالصــــــــلاةِ عليهمُ

 

ولـيـسـت صلاتي بعد أن أتشــهّـدا

بـكـامـلةٍ إن  لـم أُصلِّ عليهــــــــمُ

 

وأدعُ لـهـم ربّــــاً كـريمـاً مُمجَّـــدا

وإنّ امرأً يلحي على صدق ودّهم

 

أحـقّ وأولــــى فـيـهمُ أن يُـفَنّــــــَدا

بذلتُ لهم ودّي ونُصحي ونُصرتي

 

مدى الدهر ما سُمِّيتُ يا صاحِ سيِّدا

فـإن شئتَ فاختَرْ عاجلَ الغَمّ ضَلّةً

 

وإلاّ فـأمـسِكْ كي تُصانَ وتُحمــــدا

 

 

 

ابن الوردي الشافعي ( ت 749 هـ )

 

ومـاليَ إلاّ حـبُّ آلِ مـحمدٍ

 

فكم جمعوا فضلاً، وكم فَضَلوا جمعا

مـحبّتُـهم تِـرياقُ زلاّتيَ التي

 

تُخَيَّلُ لي ( مِن سِحرِها أنّها تَسعى )  

 

 

 

الأمير محمد بن عبدالله السُّوسي ( ت 370 هـ)

 

يلومونني فـي هوى أبـنـاءِ فاطمةٍ

 

قـومٌ، ومـا عـدَلوا بالله إذ عَـدَلوا

وآلَيتُ قوماً تَمـيدُ الأرضُ إن ركبوا

 

وتـطـمـئنّ وتـَهدا إن هُمُ نَـزلوا

قومٌ بهم تُكشـَفُ الأمـراضُ والعِلَلُ

 

وفـيـهمُ يـستـقرّ الخـيرُ و العملُ

بُحورُ جودٍ ، فـلا غاضوا ولا جَهِلوا

 

بُدورُ فـخـرٍ، فلا غابوا و لا أفِـلوا

إن يغضبوا صَفَحوا، أو يُسألوا سَمَحوا

 

أو يُوزَنوا رَجَحوا ، أو يَحكموا  عَدَلوا

يُوفونَ إن  نَذروا، يَعـفون إن قَدَروا

 

وإن يقولوا  : ( نَعَم ) من  وقتهم فَعلوا

وإن سألتُ بهـم أُعطـى الذي أسَلُ

 

وهـم غِنـايَ إذا ضـاقت بيَ  الحِيَلُ

إن خِـفتُ فـي هـذه الدنيا بحبِّهمُ

 

فـمـا عـلَيّ غداً خوفٌ ولا  وَجَلُ

مناقب آل أبي طالب 4/423   

 

 

 

الحسن بن منصور الأسنائي المصري ( ت 706 هـ)

 

هم مصابيحُ الدجى عند السُّرى

 

وهمُ أُسْدُ  الشَّرى  عند الكفاحِ

تُشـرق الأنوارُ في ساحاتِـهم

 

ضؤوها يربو على ضوء الصباحِ

أهـلُ  بيت الله إذ طـهّرهُـم

 

فجميعُ الرجسِ عنهم في انتزاحِ

آل طـه.. لو شرحنـا فضلَهُم

 

رجـعت منّا صدورٌ في انشراحِ

لو يُقـاسُ الناسُ جمـعاً بـكمُ

 

لَرجـحتُم  جمعَهم  كلَّ رجاحِ

يا بني  الزهراءِ ، يرجو حَسَـنٌ

 

بـكمُ  الخلدَ مع الحور الصِّباحِ

أعيان الشيعة 318:5

 

 

 

الزاهي ( ت 352 هـ )

 

وإذا الذنوبُ تَضاعَفَت، فبحبِّهم

 

يُعطي الأمانَ أخا الذنوبِ غفورُها

تـلك النجوم الزُّهْرُ في أبراجها

 

ومـن الـسنين بهم تَتمّ شهورُها

 

 

 

السَّرِيّ الرفّاء (ت 344 هـ )

 

ورُبَّ غَـرّاءَ لـم تُنظَم قلائدُها

 

إلاّ ليُـمدَح فـيها الفاطميّونا

الـوارثـونَ كتابَ الله يَمنَحُهم

 

إرثَ النبيِّ على رغم المُعادينـا

والسابقون إلى الخيرات ، يَنجدهُم

 

عِتقُ النِّجار إذا كَلَّ المُجارونـا

قومٌ نصلّي عـليهم حين نذكرُهُم

 

حبّاً، ونَلعنُ أقـوامـاً مَلاعينا

إذا عَـدَدنـا قريشاً في أباطحها

 

كانوا الذوائبَ فيها والعَرانيـنا

أغنَتْـهمُ عن صفاتِ المادحين لهم

 

مدائحُ الله في ( طه ) وياسيـنا

آلَ النبيِّ وجـدنا حبَّكُـم سبـباً

 

يرضى الإلهُ به عنّـا ويُرضـينا

فما نُخاطبُكــُم   إلاّ بـسادتنا

 

و لا نناديـكمُ إلاّ  مَـواليـنا  

فكم لنا مِن عدوٍّ  في مـودّتكـم

 

يزيدُكم في سويدا القلب تمكيِنا

ومن عدوٍّ لكم مُخْفٍ عـداوتَـهُ

 

اللهُ يرميـه عنّا، وهْو يَرميـنا!

 

 

 

الشيخ نصر الله

 

يا عترةَ المختار.. حبّـي لكم

 

والحـمدُ للهِ عظـيمٌ عظيمْ

أحـمَدُ مَـن قَدّرَ لي حبَّكُم

 

( ذلك تقديرُ العزيزِ العليمْ ) 

 

 

 

العَوني ( ت 350 هـ )

 

فقالت: إلى أينَ انصرافُكَ.. نَبِّني

 

فـقـلتُ: إلى أولادِ فاطمةَ الزهرا

إلـى آل وحي الله عند نـزولهِ

 

على المصطفى، أعلى به عنده قَدرا

إلى شـفعاءِ الخلق في يوم بعثِهم

 

إلى المرتضى..  للنار يَزجُرها زَجرا

 

 

 

القاضي التَّنوخي علي بن محمد بن أبي الفهم

 (ت 342 هـ )

 

إذا ما انتدَوا كانوا شمـوسَ نَديِّهم

 

وإن  ركبوا كانوا شموسَ المواكبِ

وإن سُئلوا سَحَّت سـماءُ أكُفِّهم

 

فأحيَوا بمَيتِ   المالِ مَيتَ المطالبِ

وإن عَبَسوا يوم الوغى ضحكَ الردى

 

وإن ضحكوا أبكوا عيونَ النوائبِ

نَشَـوا  بـين جبريلٍ  و بين محمّدٍ

 

وبـيـن عليٍّ خيرِ ما شٍ وراكبِ

 

 

 

الكُمَيت الأسدي (ت 126 هـ (

 

طَرِبتُ.. و  ما شوقاً إلى البِيضِ أطرَبُ

 

ولا لَـعباً منّي، وذو الشيبِ يَلعَبُ!

ولـكـن إلـى أهل الفضائل والنُّهى

 

وخـيـرِ بنـي حوّاءَ ، والخيرُ يُطلَبُ

إلى النَّفَرِ البِيضِ الـذيـن بـحـبِّهِم

 

إلـى الله ـ فـيما نالني ـ أتقـرّبُ

بـنـي هـاشـمٍ رهطِ النبيّ.. فإنّني

 

بهم و لهم أرضـى مِراراً  و أغـضبُ

خَـفَـضـتُ لهـم منّي جناحَ مودّة

 

إلـى كَنَف عِـطفاهُ أهلٌ ومَرحَـبُ

فـقُـل للذي مـن ظلِّ عمياءَ جونةٍ

 

ترى الجورَ عدلاً: أين لا أين تذهبُ ؟!

بـأيِّ كـتـابٍ  أم بـأيّـةِ سُنّـةٍ

 

ترى حبَّهُم عاراً علَـيَّ وتَـحسبُ ؟!

ستـَقْرعُ مـنهـا سِنَّ خزيانَ نـادمٍ

 

إذا  اليوم ضَـمّ الناكـثينَ العَصَبصَبُ

فـمالـيَ إلاّ  آلَ أحـمـدَ شيـعةٌ

 

ومـالـيَ إلاّ مـذهبَ الحقِّ  مذهبُ

 

 

 

 

من الروضة المختارة (70 )

 

إلى مَفزَعٍ لن يُنجيَ الناسَ مِن عمىً

 

ولا فـتـــــنـةٍ.. إلاّ إليـه التــــــــحوُّلُ

إلـى الهـاشمـييـن البهاليـــل، إنّــــهم

 

لِـخـائفــــنا الراجي ملاذٌ ومَوْئـــــــلُ

إلـى أيِّ عـدلٍ أم لأيّـــــــةِ ســـــيـرةٍ

 

سِــــــواهُـم يَؤمُّ الظاعنُ المَتَرحِّلُ؟!

وفيــــهم نُجومُ الناس والمُهتدى بهـم

 

إذا الليـــلُ أمـسى وهو بالنـــاس أليَلُ

إذا استَحكمَت ظلـــماءُ، أمرُ نجومِها

 

غوامضُ لا يســــري بها الناسُ، أُفَّلُ

وإن نَزلَت بالنــــاسِ عمياءُ.. لم يكن

 

لـهـم بَـصـــــَرٌ إلاّ بهم حينَ تُشــــكَلُ

فـيـاربِّ عَـجِّـــلْ ما يُؤمَّـــلُ فيـــــهمُ

 

ليَـــــدفَأ مـقـرورٌ، ويَشــــبَعُ مُرمـــَلُ

فـانّــــهمُ للنـــــاسِ فيـــــما يَـنـوبُـهـم

 

غُيـــوثُ حَـياً ينفي به المَحْلَ مُمحِــلُ

وإنّـــــــهمُ للنــــــاس فـيمـا يَنـوبُـهـم

 

أكُـفُّ نَدىً تُجــــدي عليهم وتُفضـــِلُ

وإنّــــهـمُ للنـاس فـيـمـا يَنوبـــــــــُهم

 

مصابيحُ تَـــهدي من ضلالٍ، ومَنزلُ

لأهــل العَمى فيهم شـــفاءٌ من العمى

 

مع النُّــصح.. لو أن النصيحةَ تُقبَــــلُ

 

 

 

 

جار الله الزمخشري ( ت 514 هـ )

 

كَثُرَ الشـكُّ والخلافُ.. فكلٌّ

 

يدّعي الفوزَ بالصراط  السويِّ

فاعتـصامي بلا  إلـه سـواهُ

 

ثمّ حبّــي لأحمدٍ وعلــيِّ

فازَ كلبٌ بحبّ أصحابِ كهفٍ

 

كيف أشقى  بحبّ آل النبيِّ ؟!

 

 

 

 

جمال الدين الخليعي ( ت 850 هـ )

 

يا ســادتي يا بني الهادي النبيِّ، ومَن

 

أخلصتُ ودّي لهم في السـرِّ والعلَـنِ

عرفتُكم بدليل العقل والنظر المهديّ، ولم أخشَ كيدَ الجاهلِ اللَّكِنِ

و لستُ آسى عـلى مَـن ظلّ يُبعدني

 

بالقرب منـكم، و مَن بالغيب يَرجمني

ظَفرتُ بالكنز من عـلم اليقينِ، ولـم

 

أخشَ  اعتراضَ  أخي شـكٍّ  يُنازعني

فاز ( الخليعيُّ ) كلَّ  الفوز، واتّضحت

 

فـيـكم له سبـلُ الإرشـاد السُّننِ

 

 

 

 

دِعبِل بن عليّ الخزاعي (ت 246 هـ )

 

مَلامَكَ  في آلِ  النبيِّ؛ فـإنّهـم

 

أحبّايَ ما داموا وأهلُ ثِقـاتي

تَخيّرتُهم  رُشداً لأمري، فانـّهم

 

على كلّ حالٍ  خيرةُ الخيَراتِ

نبذتُ  إليهم بالمـوّدةِ صـادقـاً

 

و سلّمتُ نفسي طائعاً  لوُلاتي

فيــاربِّ زِدْني من يقيني بصيرةً

 

وزِدْ حبَّهم يا ربِّ في حسناتي

سأبكيـهمُ  ما حجَّ للهِ راكـبٌ

 

وما ناحَ قُمريُّ على الشجراتِ

وإنّي لَمولاهُم  و  قالٍ  عـدوَّهُم

 

وإنّي لَمـحزونٌ بطولِ  حياتي

أحبُّ قَصِيَّ الرَّحم من أجل حبِّكُم

 

وأهجرُ فيكم  زوجتي وبَنـاتي

وأكتم حُبِّيـكُم مخـافةَ كاشـحٍ

 

عنيدٍ  لأهلِ  الحقِّ  غيرِ  مُواتِ

فيـا عينُ بَكِّيهم وجُودي بـعَبرةٍ

 

فقـد آنَ للتَّسكابِ والهمَلاتِ

لقـد خِفتُ في الدنيا وأيام سعيها

 

وإنّي  لأرجو الأمنَ بعد  وفاتي

فيـا نفسي طِيبي ثمّ نفسيَ أبشِري

 

فـغـيرُ بعيدٍ كلُّ ما  هو آتِ

فـإني  من الرحمنِ  أرجو بحبِّهـم

 

حياةً لدى الفردوس  غير بَتاتِ

ديوان دعبل الخزاعي 145

 

 

 

زيد بن سهل الموصلي

 

حُفَرٌ بطيبةَ والغريِّ وكـربلا

 

وبطوسَ والزَّورا وسـامرّاءِ

ماجئتُهم في حاجةٍ إلاّ انقضَتْ

 

وتـبدّلَ الضـرّاءُ  بالسرّاءِ

 

 

 

 

زيد بن عليّ بن الحسين عليه السّلام ( ت 121 هـ (

 

نحن ساداتُ قريشٍ

 

و قِوامُ الحـقّ فـينا

نحن  منّا  المصطفى

 

المختار، والمهديُّ منّا

فَبِنا  قد  عُرف اللهُ

 

وبـالحـقِّ  أقمنـا

سوف يَصلاهُ سعيرٌ

 

مَن تـولّى اليوم عنّا

 

 

 

سفيان بن مصعب العبدي ( توفّي في حدود 178 هـ (

آلُ النـبيِّ محـمـدٍ

 

أهلُ   الفضائل والمناقبْ

المرشِدونَ من  العمى

 

المـنقذونَ من اللَّوازبْ

الصادقون الناطقونَ  السابقونَ إلى الرغـائبْ

فوِلاهمُ فرضٌ من الرحمنِ فـي  القرآنِ واجبْ

وهمُ الصراطُ.. فمستقيمٌ فوقَهُ ناجٍ، وناكـبْ

مناقب آل أبي طالب 70:4

 

 

 

شمس الدين بن العربي

 

رأيتُ  ولائـي آلَ طه فـريـضةً

 

على رغم أهل البُعدِ يُورثني القُربا

فما طَلبَ المبعوثُ أجراً على الهدى

 

بتبلـيغه   ( إلاّ المودّة في القُربى ) 

الصواعق المحرقة، لابن حجر 201

 

 

 

صفيّ الدين الحِلّي ( ت 752 هـ )

 

يا عترةَ المختار.. يا مَن بهم

 

يـفـوز عـبدٌ يتولاّهُم

أُعرَف في الحشرِ بحبّي لكم

 

إذ يُعرف الناسُ بسيماهُم

ديوان صفيّ الدين الحلّي 87

 

 

يا عترةَ  المخـتار.. يا مَن بهم

 

أرجو نجاتي من عذابٍ أليـمْ

حديث حبّـي لكمُ سـائـر

 

وسرُّ ودّي في هواكم مُقيـمْ

قد فُزتُ كلَّ الفوز، إذ لم يَزَل

 

صـراطُ ديـني بكمُ مستقيمْ

فمَن أتـى اللهَ  بـعرفـانكم

 

فقد ( أتى اللهَ بقلبٍ سليـمْ )  

 

 

ديوان صفيّ الدين الحلّي87  

 

 

 

طلائع بن رُزَّيك ( ت 556 هـ )

 

ورَعَيـتُ حـرمةَ  معشرٍ

 

طُبـعـوا على دينِ السماحِ

آل النبـيِّ ومَـن دُعـي

 

لهمُ بـ "  حَيَّ على الفلاحِ"  

قومٌ  لجَدّهمُ امتـداحـي

 

وبنـور زَنـدهـمُ اقتداحي

وبحبّهم أسمو إلى العلياء، موفورَ الجَناحِ

وأنال آمالي البعيدة.. في الغُدوّ وفي الرَّواحِ

وبذِكرهم جهراً أصولُ على العِدى يومَ الكفاحِ

وغداً بهم في الحشر آمَنُ روعةَ الهولِ المُتاحِ

وإذا اعترى غيري ارتياعٌ منه.. زادَ به ارتياحي

ثقةً بأني سوف ألقى اللهَ فائزةً قِداحي

ويَعدّني منهم: مُوالاتي، ونصري، وامتداحي

أدب الطف 109:3

 

 

 

آل النبيّ.. بهم عَرَفنا مشكلَ القرآن، والتوراة، والإنجيلِ

هم أوضحوا الآيات حتّى بيّنوا

 

الغايات في التحريم و التحلـيلِ

عند التباهُلِ ما علمنا سـادساً

 

تحت الكسا معهم سوى جبريلِ

إنّ الكـثير من المدائح فـيهمُ

 

قـَلٌ، ومـدحُ الله غيـر قليلِ

قال النبيُّ: صِلوا بهم حبلي، فلم

 

يكُ منهمُ أحـدٌ لـهم بِوَصولِ

إخترتُ لو كنت الفداءَ لسادتي

 

في النائبات وأسرتي و قبــيلي

 

 

أدب الطف 119:3

 

 

 

عبدالباقي العُمَري ( ت 1279 هـ )

 

يا بـني الزهراء.. مَن كنتم لَهُ

 

لم يُخَفْ من صولةِ  الدهرِ علَيهْ

وإلى أعتابكم مَـن يـنتـمي

 

تـنتـمي الدنيا و مَن فيها إليهْ

وإن استـهـوت بـه  نازلةٌ

 

أخـذت أيـدي عُلاكم بيدَيهْ

وبـدنـيـاهُ وأُخـراهُ مـعاً

 

يتراءى للـورى فـي   نَشأتَيهْ

كلُّ ما  يلفى لـديه.. منكـمُ

 

مُستفادٌ.. كـلُّ مـا يلفى لدَيهْ

 

 

الترياق الفاروقي 134

 

 

 

 

ومَن يكُ   حبُّ أهل البيتِ ذُخراً

 

له ينــجو غداً مِن غير شكِّ

فَـهُـم للمـختشي غَرَقاً ببحرٍ

 

تلاطمَ بالذنوب...  عظيمُ فُلكِ

وهم فَرَجٌ لـمن سُـدَّت علـيهِ

 

مـنافـذُ أوقَـعَته بكلّ ضَنْكِ

سواهُم أهلَ بيـتٍ  لـم يُـطهِّرْ

 

من الرجــسِ  الإلهُ ولم يُزَكِّ

 

 

الترياق الفاروقي 116  

 

 

 

على جميــع  البـرايـا

 

أهـلُ العَبـا قـد تـعـالَوا

وخُصِّـصوا بمـزايـــا

 

مِن بعضِها: ( قُل تعالَــوا )  

 

 

الترياق الفاروقي 141

 

 

 

عبد ( رب ) الرضا بن أحمد بن خليفة ( ت 1120 هـ )

يا آلَ بيـت محمدٍ .. أنتم لمن

 

والاكـمُ بيـن الأنـامِ مَلاذُ

كم تُسبِغونَ على الموالي ظلَّكمُ

 

حـتّى تطـوفَ بذيله الشُّذّاذُ

صلّى عليكم ربُّكم، فـصلاتنا

 

قَصُرت لطولـكمُ.. فهُنّ رَذاذُ

 

 

أعيان الشيعة 12:8

 

عبدالله الشبراوي - شيخ الأزهر ( ت 171 هـ )

آلَ بيت النبيِّ، مالي ســواكم

 

ملـجأٌ أرتجيـهِ للكربِ في غَدْ

لستُ أخشى ريبَ الزمانِ وأنتم

 

عُمدتي في الخطوب، يا آلَ أحمدْ

مَن يُضـاهي فَـخارَكُم آلَ طه

 

وعليكم سُــردِاقُ العزّ مُمتدّْ

كلُّ فضــلٍ  لغيركم.. فإليكُم

 

يا بني الطُّهر بالأصالةِ يُســنَدْ

لا عَدِمنــا لكـم موائدَ جودٍ

 

كلَّ يـوم لزائريكم تُــجدَّدْ

يا ملـوكاً لهم لــواءُ  المعالي

 

وعليــهم تاجُ السعادة يُعقَدْ

أيُّ بيــتٍ كبيـتكم  آلَ طه

 

طهّرَ اللهُ ساكنــيه ومَجَّدْ ؟!

روضـةُ المجدِ و المفاخرِ  أنتـم

 

وعلـــيكم طيرُ المكارم غَرَّدْ

و لكم  في الكتابِ ذِكرٌ جميـلٌ

 

يهتدي منه كلُّ قارٍ ويُســعَدْ

وعليكم أثنى الكتابُ، وهل بعدَ ثناءِ الكتابِ مجدٌ وسؤددْ ؟!

ولكم في الفَـــخارِ يا آلَ طه

 

منزلٌ شـامخٌ رفيعٌ وســؤددْ

سادتي، أنجِدوا مُحبّـــاً أتاكم

 

مُطلـقَ  الدمع، في هواكم مُقيَّدْ

وأغيثوا مقصِّراً ماله غيرُ حِماكم، إن أعضَلَ الأمرُ واشتدّْ

فعليــكم قَصَرتُ حبّي، وحاشا

 

بعد حبّــي لكم.. أُقابَلُ بالردُّ

يا إلهي ، مالي سوى حبِّ آل البيت.. آلِ النبيّ طه الممجَّدْ

أنا عبدٌ مقـــصّرٌ لستْ أرجو

 

عـــملاً  غيرَ حبِّ آلِ محمّدْ

 

 

أدب الطف 267:5

 

 

 

عبدالملك البعلبكي

 

يا أهـــل بيت محمدٍ

 

يا خيرَ مَن ملَكَ النواصي

أنتـم   وســيلتيَ التي

 

أنجو بها يوم  القِـصاصِ

 

 

مناقب آل أبي طالب  4/436  

 

 

 

علي بن محمد الحِمّاني (ت 301 هـ )

 

قومٌ لماء   المعالي  في  وجوههمُ

 

عند التكرّم تصويبٌ وتـصـعيدُ

يَدْعونَ أحمدَ  إن عُدّ الفَخارُ أباً

 

والعُودُ يَنبُتُ في أفـنـائه  العُودُ

والمُـنـعِمون إذا  لمّا تكن نِعَمٌ

 

والـذائـدونَ إذا قَلَّ المَذاويـدُ

أوفَوا  من المجدِ  والعلياءِ في قُلَلٍ

 

شُمٌّ قـواعِدُهنّ: الفضلُ و الجودُ

ما سوّدَ  الناسُ إلاّ مَن تمكّن في

 

أحـشـائه   لهمُ ودٌّ وتـسويدُ

سُبطُ الأكفّ إذا شِيمَت مخايلُهم

 

أُسْدُ اللقـاء إذا صـدّ الصناديدُ

يزهي  المطاف إذا طافوا بكعبتهِ

 

وتشرئبُّ لـهم  مـنها القَواعيدُ

في كلِّ  يومٍ لهم بأسٌ يُعاشُ بـه

 

وللمـكارم مِـن أفـعالهم عيدُ

مُحـسَّدونَ.. ومن يَعقِدْ بحبِّهُمُ

 

حبلَ المودّةِ يضحى و  هو محسودُ

 

 

الفصول المختارة 195

 

 

 

يا آلَ (حاميمَ)   الذينَ بحـبِّهم

 

حكْم الكتاب مُنزَّلاً تـنـزيـلا

كان المديح حُلى الملوك، وكنتمُ

 

حُلَل المدائح غـرّةً وحـجـولا

بيتٌ إذا  عَدَّ المآثـرَ أهـلُهـا

 

عَـدُّوا النبيَّ وثـانياً جِـبـريلا

قومٌ إذا اعتدلوا الحمائل أصبحوا

 

مـتـقـسَّمين: خليفةً ورسولا

نشأوا بآيات الكتاب، فما انثنَوا

 

حـتّـى صَدَرنَ كهولةً وكهولا

ثقلان لـن يتـفرّقـا أو يُطفيا

 

بالحوض من ظمأ  الصدور غليلا

 

 

مناقب آل أبي طالب 209:4

 

 

 

قطب الدين الراوندي ( ت 573 هـ )

 

بنو الزهـراءِ آباءُ  اليـتامى

 

إذا ما خُوطبوا  قالوا  : سلاما

هـمُ حُججُ الإله على البرايا

 

فمـَن ناواهـمُ يَلْقَ الأثـاما

فكان نهارُهم أبداً صـيامـا

 

ولـيلُهمُ كـما  تدري قياما

همُ الراعونَ  في الدنيا الذِّماما

 

همُ الحفّاظُ في الأخرى  الأناما

 

 

أدب الطف 205:3 ـ 206

 

 

 

كاظم الأمين ( ت 1303 هـ )

 

وحـسبيَ حُسنُ  الظنِّ باللهِ عُـدّةً

 

وحُبّي رسـولَ الله  و العترةَ الغَرّا

هُمُ المـلأُ  الأعـلى.. أمُتُّ إليهمُ

 

بآصِرةِ القُربى، و أستدفعُ   الأصرا

أئـمّـةُ حقٍّ.. أُشهِدُ اللهَ أنـنـي

 

أرى حبَّهم دِيـناً و بُغضَهُم كُفرا

مَـهابِطُ وحـيِ الله ، خًزّانُ علمِه

 

ونـعمتُه العظمى، و آيتُه الكبرى

هُمُ استَنقذونا مِن شَفا جُرُفٍ الردى

 

ومَنُّوا وكنّا في حبالِ الردى أسرى

عَلِقتُ بـهم حبّاً.. فمهما ذكرتُهُم

 

نَشَجتُ، وفاضت مُقلتي لهمُ عَبرى

وشايَعتهُم في السرِّ و  الجهرِ.. أبتغي

 

بذاكَ رِضا مَن  يعلمُ السرَّ والجهرا

نَـجَوتُ بـهم ، والحمدُ للهِ وحدَهُ

 

وفُزتُ.فياليتَ استطعتُ لهمُ شكرا

 

 

أعيان الشيعة

 

 

 

مغامس بن داغر ( ت 850 هـ )

 

يـا آلَ بـيت محمدٍ، يا سادةً

 

سـادَ البريّـةَ فضلُها وسَدادُها

أنتم مصـابيحُ الظلام  ، وأنتمُ

 

خـيرُ الأنـام، وأنتـمُ أمجادُها

تلك المساعي للبريّة   أوضحَت

 

نهجَ الهدى.. ومشت به  عُبّادُها

فـتشفَّعـوا لكبـائرٍ أسلفتُها

 

قَـلِقَت لها نفسي و قلَّ رُقادُها

هيهاتَ تُمنَع عن شفاعةِ جدِّكم

 

نفسٌ وحُبُّ ( أبي ترابٍ) زادُها

 

 

أدب الطف 298:4

 

 

 

يحيى بن سلامة الخصفكي ( ت 553 هـ )

 

وسائلٍ عن حبّ أهل البيت، هل

 

أُقـــرّ إعلاناً به أم أجحَدُ ؟!

هيـهاتَ ، ممزوجٌ بلحمي ودمي

 

حبُّــهُمُ هو الهدى و الرَّشَـدُ

فإنّــهم أئــمتي و سـادتي

 

وإن لَـحاني معشـرٌ و فَنّـدوا

هُـم حُجَـجُ الله علـى  عبادهِ

 

وهم إليه منــهجٌ ومَقــصَدُ

قـومٌ أتى في ( هل أتى ) مديحُهم

 

هل شـكَّ في ذلك إلاّ مُلحدُ ؟!

قـومٌ لهم في كلّ  أرضٍ مشـهدٌ

 

لا بل لهم في  كلّ قلـبٍ مشهدُ

قــومٌ   مِنى والمَشــعرانِ لهمُ

 

والمَروَتــانِ لهمُ والمســجدُ

قومٌ لهم مكةُ والأبطحُ والخيف وجمعٌ والبقيعُ الفَرقَدُ

قـومٌ لهم فضـل ومـجدٌ باذَخٌ

 

يعرفــه المـشركُ و الموحِّـدُ

يا أهل بيت المصـطفى، يا عُدّتي

 

ومـَن عـلى حبِّــهمُ أعتمدُ

أنتـم إلـى الله غـداً وسيـلتي

 

فكيف أشقى وبكم أعتـضِدُ ؟!

وليُّكُم في الـخُلد حـيٌّ خالـدٌ

 

والضـدُّ في نــارِ لظىً مُخَلَّدُ

تذكرة الخواص، لسبط ابن الجوزي 328   

 

 

 

يوسف بن إسماعيل النبهاني ( ت 1350 هـ )

آل طه، يا آلَ خيرِ نبيٍّ

 

جدُّكم خيرةٌ وأنتم   خيارُ

أذهبَ اللهُ عنـكمُ الرجسَ أهل البيت قِدماً.. فأنتـمُ الأطهارُ

لم يَسَل جدُّكم على الدين أجراً

 

غيرَ وُدِّ القُـربى، ونِعمَ الإجارُ

 

 

الكنى والألقاب 3/238